<P style="FONT-FAMILY: Arial; FONT-SIZE: 16pt; FONT-WEIGHT: bold">الفائدة الثالثة والعشرون
من الفوائد الفقهية
قال الله جل وعلا: (قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (الأنعام: 145)
معنى دم مسفوح: أي دم مُهراق....
لكن نقول: وردت كلمة (الدم) في اصطلاح الفقهاء ويعبرون بها عن الذبح، فمثلاً: يقولون لمن ترك واجبا في الحج: عليك دم،
هذا الاصطلاح يمكن تقسيم ما يؤكل منه وما لا يؤكل منه إلى قسمين:
أولا: دماء يجوز بل يُستحب الأكل منها - حتى لا نُلزمك (يجوز) هذه حتى تعرف أنها ليست ملزمة - فيُستحب الأكل منها، مثل: ذبائح ذبحها الإنسان مثل الأضحية، العقيقة، هدي القران، وهدي التمتع، ومن باب أولى هدي التطوع، هذا الدم الذي يجوز الأكل منه.
ثانياً: الدماء التي لا يجوز الأكل منها: دم ترك الواجب ودم فعل المحظور، والعلة في ذلك: أنها تجري مجرى الكفارات....
الدماء التي لا يؤكل منها دم ترك الواجب ودم فعل المحظور، الفرق بينهما في الوجوب:
* أن دم ترك الواجب لا يجوز الانتقال منه إلى غيره إلا إذا لم تجد.
* أما دم فعل المحظور فأنت مكلف به على التخيير لا على الوجوب.
نأتي بمثال: إنسان أحرم من غير ميقاته: أنا من المدينة ميقاتنا ذو الحليفة تجاوزتها عمدا أو نسيانا ولم أستطع أن أعود إليها فأنا تركت واجبا أي أنني لم أحرم من ميقاتي، ترك الواجب هنا يترتب عليه دم، هذا الدم لا خيار لي عنه فإن عجزت لقلة مادة انتقلت إلى صيام عشرة أيام أخذها العلماء من هدي التمتع...
ولكن إن أحرمت من ذي الحليفة فأنا لم أترك واجبا لكنني في الطريق اشتكيت من صداع في رأسي فوضعت على رأسي غطاء فغطاء الرأس محظور من محظورات الإحرام هنا لا نقول أنه يجب عليك لزاما دم وإنما نقول أن الدم واحد من خيارات ثلاث:
الخيار الأول: الدم.
الخيار الثاني: الصيام ثلاثة أيام.
والخيار الثالث: إطعام ست مساكين.
فظهر هناك فرق جلي مابين الدم الذي ينجم عن ترك واجب والدم الذي ينجم عن فعل محظور...
محاسن التأويل / سورة الأنعام