وكيف
لا يخافون من الإسلام وهو الدين الحق الذي يزهق كل باطل, ويكشف عن حقيقة
اليهود والنصارى ويخزيهم في الدنيا والآخرة, وكيف لا يخافون من الإسلام وهم
يعلمون أنه وحده الذي جمع المسلمين على كلمة العدل والعز, وهي "لا إله إلا
الله محمد رسول الله".
فالأعداء
ينظرون إلى الإسلام أنه سر قوّة المسلمين, قال الأسقف (الفردي) في كتابه
"الكنيسة والعالم": (إن سر قوة المسلمين الخارقة للعادة التي يظهرها
الإسلام يرجع إلى إدراك هذا الدين وجود الله بإرادته العليا وسيادته
المطلقة على الكون, فوق أنه كامن في وحدانيته, فهذا الإيمان هو الذي منح
المسلمين في عصورهم الزاهية روح الانتصار وازدراء الموت الذي لم نعرفه في
أي نظام آخر..).
ويقول (أشعيا يومان): "إن شيئا من الخوف يجب أن يسيطر على العالم الغربي, ولهذا الخوف أسباب, منها:
1- أن الإسلام منذ ظهر في مكة لم يضعف عدديا, بل هو دائما في ازدياد واتساع.
2-ثم إن الإسلام ليس دينا فحسب, بل من أركانه: الجهاد, ولم يتفق قط أن شعبا دخل في الإسلام ثم عاد نصرانيا.
3-وأنه ما من دولة حاولت التغلب على المسلمين واتفق أن ظفرت إلا خسرت أضعاف ما خسره المسلمون في ذلك الكفاح كما في كتاب "التبشير والاستعمار" ص (131).
ويقول
(لورنس براون): "لقد كنا نُخوّف بشعوب مختلفة, ولكننا بعد الاختبار لم نجد
مبررا لمثل هذا الخوف, لقد كنا نخوف بالخطر اليهودي والخطر الأصفر
(اليابان) وبالخطر البلشفي, إلا أن هذا التخوف كله لم نجده كما تخيلناه,
إننا وجدنا اليهود أصدقاء لنا, ثم رأينا البلاشفة([1])
حلفاء لنا, أما الشعوب الصفر فهناك دول ديموقراطية تتكفل بمقاومتها, ولكن
الخطر الحقيقي كامن في نظام الإسلام..! إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار
الأوروبي".
ويقول (شمعون بيريز): "إنه لا يمكن أن يتحقق السلام في المنطقة ما دام الإسلام شاهرا سيفه".
ويقول
(جلاد ستون) رئيس وزراء بريطانيا الأسبق: "ما دام هذا القرآن موجودا في
أيدي المسلمين؛ فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق.." انظر كتاب "مخطط
تدمير الإسلام".
فوا
أسفاه.. أعداء الإسلام يعرفون عظمة الإسلام ومدى قوته وأبعاده وبعض
المسلمين عاطلون من ذلك.. أعداء الإسلام يعرفون أن سر قوة المسلمين
وانتصارهم على أعداء الله على مرور التاريخ إنما هو بسبب التمسك بالإسلام.
وأعظم
ما يخاف منه أعداء الإسلام هو الجهاد في سبيل الله, وكيف لا يخافون من
الجهاد في سبيل الله وفيه إقامة الدين كله, وفيه إذاقة الأعداء الهزائم تلو
الهزائم.
فليس
بين المسلمين وبين معانقة العز وتتويج الحياة بالنصر والتمكين في الأرض
إلا أن يتمسكوا بدينهم وأن يواجهوا أعداء الإسلام, ولهذا قال الرسولr:((إذا
تبايعتم بالعينة, وأخذتم بأذناب البقر, ورضيتم بالزرع, وتركتم الجهاد؛ سلط
الله عليكم ذلا, لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)) رواه أبو داود عن ابن عمر.