الأمانه من انبل الخصال , واشرف الفضائل وأعز المآثر,والتي يحرز بها المرء الثقة والإعجاب,وينال النجاح والفوز وكفاها شرفا أن الله تعالي مدح المتحلين بها :
فقال "وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ" المؤمنون:8

وضد الأمانه الخيانة وهي هظم الحقوق واغتصابها وهي من أرذل

الصفات وأبشع الخصال المذمومه,وأدعاها إلي سقوط الكرامة والفشل

والاخفاق ولذلك جاءت الأيات محذرة منها

كما في قوله تعالي "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" الأنفال:27

ولقد ملك المسلمون أزمة الاقتصاد مقاليد الصناعة والتجارة وجني الأرباح

الوفيرة بالأمانه,ولقد سمت حياتهم وازدهرت في محيط تسوده الثقة

والأمانة,


إن الخيانة من اهم اسباب سقوط الفرد وإخفاقه فى مجالات الحياة ,

كما أنها هى العامل الخطير فى إضعاف الثقة بين الناس , وشيوع التناكر

والتخاوف بينهم مما نتج عن ذلك فصم الروابط الأجتماعية , وفساد

المصالح , وبعثرة الطاقات انتشار حالة من التسيب لا تحمد عقباها.


إن الخيانة صوراً مختلفة تختلف فى بشاعتها وجرائمها باختلاف آثارها ,

فأسوأها خيانة العقيدة مع النفس ومع الغير فأمانة العبد على توحيده بحيث

لا يشوبه بالشرك ولا الرياء وكذلك المحافظة على نقائه ونقله إلى الناس من ما يحمد عليه ويخلافه يكون الدم. ومن صورها كذلك إفشاء أسرار

المسلين وعدم كتم خصوصياتهم , والتخابر مع أعدائهم والمساعدة عليهم , وإتيانهم من جانبه , وتعريضهم للأخطار والمآسى كل ذلك من الخيانة.

ومن صور الخيانة الغش والرشوة وشراء الذمم والخداع والتطفيف فى

الميزان والسرقة والأغتصاب ونشر الفاحشة فى المجتمعات العفيفة وجحد

الودائع ولأمانات وغيرها كل ذلك من الخيانة , إن الخيانة صوراً كثيرة

يمكن أن نلخصها فى قول ((كل واجب ترك او حق فقد فهو خيانة ممن وقع منه أوكان جزءاً فيه)).