هارت يقود السيتي لتعادل غير عادل مع ليفربول
سقط الطرف الثاني من مدينة مانشستر (مان سيتي) في فخ التعادل الإيجابي 1/1 على ملعب أنفيلد روود أمام ليفربول وهي نفس النتيجة التي سقط فيها مانشستر يونايتد الشهر الماضي.
وخسر ليفربول نقطتين هامتين في مشواره ببطولة الدوري هذا الموسم، فقد كان يستحق الفوز عن جدارة واستحقاق نظراً لعدد الفرص الهائلة التي اهدرها هجومه أمام الحارس الإنجليزي المتألق "جو هارت".
فعلى الرغم من تقدم السيتي بالهدف الأول بواسطة كومباني في الدقيقة 31 وتعديل ليفربول للنتيجة بخطأ من مدافع الأغنياء "ليسكوت" إلا أن هذا لا يعني أن ليفربول لم يكن الطرف الأفضل، فقد قدم الكثير والكثير في هذه المباراة الممتعة وكان الطرف الأفضل طيلة الوقت.
الفريقان وقفا دقيقة حداد قبل انطلاق المباراة على روح المدرب الويلزي الراحل "جاري سبيد" الذي توفى اليوم في منزله، وتسبب هذا الخبر في خروج زميله السابق في المنتخب الويلزي "كريج بيلامي" من تشكيل ليفربول.
انحصر اللعب في الدقائق الـ15 الأولى من المباراة في منطقة وسط ليفربول، إذ حاول مانشستر سيتي إحراز هدف مُبكر يُنهي به على طموحات ليفربول قبل دخول لاعبيه أجواء المقابلة، واضطر لاعبو الريدز للانكماش في المناطق الخلفية لمساندة الدفاع أمام الهجمات الشرسة التي قادها دافيد سيلفا وسيرخيو أجويرو.
ومن شدة الضغط الذي تعرض له دفاع ليفربول، أخطأ الظهير الأيسر الإسباني "خوسيه إنريكي" في إعادة إحدى الكرات لمواطنه "رينا" في الدقيقة 17 ليحاول عليها سيرخيو أجويرو بكل ما لديه من قوة، حيث انفرد برينا تماماً، لكن يد الحارس السابق لبرشلونة انقذت الموقف، ولم يُشر الحكم "مارتن أتكينسون" بإحتساب خطأ على رينا وبطاقة صفراء للمسه الكرة باليد من خارج منطقة الجزاء ما أثار حفيظة لاعبي السيتي والمدرب روبرتو مانشيني الذي إعترض من خارج الخطوط على قرار استئناف اللعب.
وكان لويس سواريز قبل هذه الفرصة المُحققة لتسجيل مان سيتي أولى الأهداف قد حاول ازاحة بعض الضغط عن زملائه بمراوغة فينثنت كومباني في الدقيقة 13 بطريقة مذهلة بتمرير الكرة من بين قدميه على خط التماس ناحية اليسار، ليعبر كومباني عن غضبه من هذه اللعبة بعرقلة سواريز ويتم اشهار البطاقة الصفراء الأولى في المباراة.
وبدأ العرض
ولم يكتف كومباني بالحصول على أول بطاقة في هذه القمة، بل وضع كذلك أول أهدافها برأسية مُتقنة في الدقيقة 31 بعد تلقيه عرضية رائعة جاءته من قدم الإسباني "دافيد سيلفا" إثر ركلة ركنية من الجهة اليمنى.
وهرب قائد السيتيزين من رقابة كُويت وتشارلي آدم، ومن الوضع راكضاً ضرب الكرة التي وصلته على القائم القريب لمرمى رينا ليضعها في الزاوية البعيدة ليقف رينا يتابعها مثله مثل المشاهدين.
اشتعلت أجواء المباراة بعد هدف تقدم مانشستر سيتي، وانتهت لحظات جس النبض من كلا الطرفين، وما هي سوى دقيقتين فقط وتمكن ليفربول من إدراك هدف التعديل في الدقيقة 33 بعدما غّير المدافع الدولي الإنجليزي "ليسكوت" إتجاه تصويبة لـ "تشارلي آدم" من مسافة 25 ياردة، لتعانق شباك جو هارت الذي قفز عكس اتجاهها.
وكاد ليفربول أن يُحرز هدفين مُتتاليين في الدقيقتين 37 و38، الأولى قادها ديريك كُويت من الجهة اليسرى حين إنفرد بجو هارت الذي خرج من مرماه لغلق زاوية التسديد على الدولي الهولندي ليضطر الأخير لتمرير الكرة على خط الـ18 لستيوارت داونينج الذي صوب بقدمه اليمنى كرة قوية أبعدها جو هارت بقدمه لركلة ركنية.
والفرصة الثانية كان بطلها "جلين جونسون" - صاحب هدف فوز ليفربول على تشيلسي الاسبوع الماضي- عندما أرسل تسديدة مقوسة ممتازة بباطن قدمه اليسرى ذهبت جوار القائم الأيمن بياردة واحدة لخارج المرمى.
وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول أضاع "سيرخيو أجويرو" فرصة قتل معنويات لاعبي ليفربول بتسديده لكرة أرضية في الزاوية الضيقة أبعدها رينا بسهولة، وكان بإمكان اللاعب صاحب الـ10 أهداف هذا الموسم تمرير الكرة عرضية لدافيد سيلفا.
وتعددت الالتحامات في الشوط الثاني بين عناصر الفريقين، وواصل السيتي تركيز لعبه على الجهة اليسرى التي تُعاني من ضعف المساندة من لاعبي الوسط، حيث ظهر جلين جونسون بمفرده دائماً أمام الهجوم السماوي.
وأجرى المدير الفني للسيتي "روبرتو مانشيني" أولى تغييراته في الدقيقة 65 بسحب لاعب الوسط الفرنسي "سمير نصري" والدفع بالمهاجم الإيطالي "ماريو بالوتيلي".
وعلى عكس تخطيط مانشيني الذي أراد تنشيط هجومه، حصل ليفربول على أول فرصة حقيقية في الشوط الثاني لتحقيق التقدم، عندما مُررت ركنية قصيرة لستيوارت داونينج في الدقيقة 67 قابلها لاعب أستون فيلا السابق من لمسة واخدة بقدمه اليسرى لترتطم في الأرض وترتفع فوق رأس جو هارت الذي تفطن للعبة وأبعدها بقبضة اليد لركنية مرة أخرى.
واهدر ديريك كُويت فرصة إحراز الهدف الثاني لليفربول حين فشل في التعامل مع عرضية لويس سواريز في الدقيقة 73 والتي شتتها ليسكوت بطريقة غريبة حين ضربها في منطقة الـ6 ياردات في جسد كُويت لتخرج لركلة مرمى، ويتنفس معها عشاق السيتي الصعداء.
ليفربول × جو هارت
واصل ليفربول أدائه الهجومي الرائع خلال الشوط الثاني بإهدار وابل من الفرص المؤكدة للتسجيل ابعدها جميعها حارس السيتي"جو هارت".
ووضع سكرتيل رأسية قوية في منتصف المرمى بعد تلقيه ركلة حرة غير مباشرة من تشارلي آدم وجدها جو هارت بالصدفة في يديه (د75)، ثم بتسديدة لداونينج من الجهة اليسرى مرت بعرض منطقة الجزاء بغرابة ولم تجد مَن يحولها داخل الشباك حيث تدارك كُويت الأمر متأخراً لتعبر منه الكرة بغرابة (د77).
وطالبت جماهير ليفربول بركلة جزاء في الدقيقة 80 عندما تعرض لويس سواريز للعرقلة من ليسكوت داخل منطقة الجزاء، وأظهرت الإعادة التلفزيونية تعرض الأوروجوياني للدفع باليد.
لكن حكم المباراة "مارتن أتكينسون" أشار باستمرار اللعب ورفض احتساب ركلة جزاء، لكنه بعد أقل من 3 دقائق فقط قرر إشهار البطاقة الصفراء الثانية في وجه "ماريو بالوتيلي" لتعديه على سكرتيل بالمرفق على حدود منطقة جزاء ليفربول، فكانت ردة فعل المدرب "دالجليش" سحب لاعب الوسط "كُويت" والدفع بالمهاجم الإنجليزي "أندرو كارول" الذي أشعل الدقائق الـ5 الأخيرة في المباراة، وتسبب في عدد كبير من الهجمات لليفربول.
البداية جاءت من "لويس سواريز" الذي سدد كرة صاروخية من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 89 أبعدها جو هارت من الزاوية الضيقة.
ووصلت الكرة لدافيد سيلفا داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 90 لينفرد برينا لكن اسهابه في المراوغة والاحتفاظ بالكرة ساعد لاعبي ليفربول على حماية مرماهم من تلقي هذا الهدف القاتل.
ورد أندي كارول في الدقيقة الأخيرة من الوقت المُحتسب بدل من ضائع برأسية قوية وموجهة بإحترافية على أقصى يسار جو هارت لكن حارس الأسود الثلاثة ارتقى عليها بسرعة ردة فعل رهيبة ليتصدى للكرة ببراعة ويُبعد الخطر عن مرماه.
وانتهت المقابلة بالتعادل الإيجابي 1/1 التي لا تخدم مصالح ليفربول في جدول الترتيب بينما لا تؤثر كثيراً على مانشستر سيتي الذي سوف يظل محتفظاً بصدارته ربما إلى ما بعد انتهاء فترة أعياد الميلاد برصيد 35 نقطة بفارق 5 نقاط عن مانشستر يونايتد -الثاني- الذي تعادل يوم أمس السبت مع نيوكاسل يونايتد بنفس النتيجة 1/1 على ملعب أولد ترافورد.