لتكن نورا في ظلمة القلوب
حين نعيش في زمن القسوة
وتتحجر القلوب .. وتتجمد الابتسامة
حين نلتفت حولنا ولا نرى إلا أشباه
بشر تجردوا من الإنسانية وذبحوا القيم
السامية على عتبات الحضارة والمدنية
وشنقوا الفضيلة .. و وأدوا الحياء
حين يصبح الناس كالأغراب وتتلبد
نفوسهم بغيوم البُعد والجفاء
وتكون السيادة للأنـا والذات
عندما نجدهم ابتعدوا عن منهج الإسلام
وأصبح الدين عندهم مجرد حركات
وأقوال مجردة من الصدق والإيمان
وتعجز ألسنتهم عن النطق بجميل
العبارات
وتحل محلها عبارات الحقد والاستهزاء
حين تتربع القيم الدخيلة على العرش ..
وينتصر الباطل ويزهق الحق..
ويغدو الزمن زمن الخطيئة وتسود فيه
شريعة الغاب وتعمه الفوضى وتفسر
الطيبة بأنها ضعف..
عندما يصبح كل شيء حولنا غريباً .. مقيتاً
ولم يعُد البشر كالبشر .. نزعوا ثوب
الإنسانية ولبسوا ثوب الكذب والوحشية
عندما تعلو رايات التحرر من الأخلاق والشرف
لتتحول الفتاة إلى سلعة رخيصة
في سوق المذلة والانحلال
وتتجمد فيها دماء العفة .. وتضيع
في سواد الفتنة وعشق لا منتهي
للدنيا..
عندها ...
لا تضيع كما ضاعوا .. ولا يخدعك حالهم
كن القوي ..الثابت..
كن الجوهر اللامع وسط الحجارة الصماء..
كالنجم في السماء الظلماء ..
كالزهر تبعث الأمل في الصحراء الجرداء..
حطم جحود قلوبهم بإيمانك ..
واكسر قسوتهم بطيبتك الجميلة..
واطمس ظلام نفوسهم بنور قلبك ..
وطهر أدرانهم بصفاء روحك..
واستمر في طريق الصلاح والاستقامة
طريق الفلاح و الهداية
ثابت في
إيمانك لا تزعزعك أفكارهم
ولا تغريك مدنيتهم الزائلة
كن فقط انت ..المؤمن ..العابد.. الصالح
في خضم كل التيه والفوضى والتشوه ..
كن النقي .. العفيف .. الطاهر ..
كن بشراً وليس أشباه البشر