آخر موضة في ايطاليا التي تعشق الموضة والجمال في كل شيء هو اختيار الفنادق والمطاعم المميزة التي لا يعرفها الجميع، بل تقتصر على النخبة من الذواقة والمنغمسين في الملذات الحسية. يمكن للسائح أن يتصفح كتب الدليل السياحي للعاصمة الايطالية، لكنه لن يعثر بسهولة على الفندق الراقي المليء بأعمال بيكاسو الخزفية الاصلية أو المطعم الذي يبتكر الوجبات الاستثنائية التي يعشقها ذوو الذوق الابيقوري في الطعام والشراب فهذا جزء من الجاذبية السياحية لايطاليا التي يتوق لزيارتها ولو مرة واحدة في العمر كل سائح في العالم.
فندقان ومطعمان في روما للذوق الرفيع فندق رافايي: يختبىء في شارع جانبي خلف ساحة نافونا الشهيرة في وسط المدينة وقرب شارع محلات بيع الانتيكا والمفروشات القديمة الثمينة وتظلل واجهته شجرة منسدلة تغطي الواجهة الامامية. زبائنه من كافة بلاد العالم وكثير منهم من أغنياء اميركا المحبين للهدوء والعزلة عن الضجيج في المدن الكبرى وقليل منهم من العرب لعدم معرفتهم بمكان الفندق وكان من أشهر زبائنه رئيس وزراء ايطاليا السابق بينيتو كراكسي المتوفي في تونس.

مدخل الفندق فخم ومميز فصالة الاستقبال تحتوي على الكثير من التحف النادرة والمفروشات الكلاسيكية انما في اطار حديث يعكس ذوق «مكتشف» هذه الواحة الثمينة سبارتكو فانوني (1922-1980) الذي ملأه باللوحات الفنية وأعمال بيكاسو وميرو والقطع الاثرية العتيقة. يقع مطعم الفندق على السطح المطل على الفاتيكان حين يكون الجو لطيفا والطباخ الفرنسي (الشيف) جان فرانسوا داريدون معروف عالميا بأسلوبه المبتكر أما الخدمة في المطعم، فيقوم بها مجموعة كفوءة من الطليان والسويديين والفنلنديين. غرف الفندق (65) واسعة ومزودة بكافة التسيهلات الحديثة أما الديكور والالوان فهي كلاسيكية زاهية فيها الكثير من الاحمر والبرتقالي والارجواني أما الطابق الثالث فقد تم تجديده هذا العام على يد المعماري الاميركي ريتشارد ماير بشكل حديث للغاية ومنسجم في نفس الوقت مع الطابع التاريخي للبناء ولجو ساحة نافونا وما يجاورها من أبنية. لا يمكن لاي زائر الى العاصمة الايطالية أن تفوته زيارة ساحة نافونا فهي مركز حي النهضة الايطالية التي بدأت منذ خمسة قرون. نافوراتها الثلاث تحف لا تقدر بثمن من عمل المثال الرائع جان لورنزو برنيني الذي نحت أغلب نافورات روما فائقة الجمال ونافورة الانهر مثل النيل والامازون في هذه الساحة المستطيلة تدل على عبقرية نحت التماثيل الضخمة التي يتدفق منها ماء الانهر الكبرى. اذا لم ترغب في زيارة الفندق أو الاقامة فيه فلا بد من التسكع في ساحة نافونا