الشعر العربي الفصيح الشاعر المصري شيخ شعراء مصر
عبدالمجيد فرغليلقد القى شعر سنة 1971 عن ملحمة الجهاد البطولية ضد الغزو الأيطالي
يمثل فيها الدور البارز الذي قام به المجاهدان
الشهيد البطل عمر المختار
والشهيد البطل عيسى الوكواكعمر المختارأَبْصَرَتْ مِنْ عُمْرِ الْمُخْتَارِ مَا أَثْرَوْا .. عَنْهُ وَأَحْفَادِهِ صَارُوْخُهُمْ حَجَرٍ
الْحَامِلُوْنَ عَلَيَّ أَكْتَافِهِمْ لَهَبَا .. يُفْنِيَ الْغُزَاةَ وَمَنْ فِيْ بَغْيِهِمْ فَجَرَوْا
رَأَيْتُ أَبْطَالِ (حِطِّيْنُ) امْتَطُوا شُهُبَا .. طِفْلٌ الْحِجَارَةِ فِيْهَا الْضَّيْغَمُ الْحَذَرَ
(فِيْ عَيْنٍ جَالُوْتَ )لِلْثُّوَّارِ وَثَبِّتْهُمْ .. فِيْهَا الْكُمَاةُ لْجَيْشِ الْبَغْيُ قَدْ دَحَرُوْا
وَفِيْ مَعَارِكَ أُخْرَي أَشْبِل وَثَبِّتْ .. تَسْتَلْهِمُ الْغَيْبِ نَصْرا عَنْهُ مَا قَصَّرُوْا
رَأَيْتُ فِيْهِمْ شَبَابا ثَائِرِيْنَ فُدِيَ .. لَهُمْ نِضَالٌ بِهِ الَّاجْيَالْ تَفْتَخِرُ
وَفِيْ كَتَائِبَ جُنْدٌ الْعَرَبِ أَلْوِيَةٍ .. مُدَرَّعَاتِ وَفِيْ اعْماقَهُمْ وَطَرَ
كَأَنَّهُمْ أَسَدٍ غَابَ فِيْ حَمَائِمِهُمْ ..( طَيْرٍ الَابَابِيلَ ) لِلْاعْدَاءِ قَدْ حَصَرُوْا
أَبْطَالَهُمْ وَثَبَاتَ الْنَّصْرُ تَجْمَعُهُمْ .. (وَهُمْ أُلُوْفٌ) لَدَيَّ أَيْمَانُهُمْ ظُفُرٍ
أَوْ كَالَّنُّسُوْرِ قَدْ انْفَضَّتِ فِيالَّقَهَا .. تُدَمِّرُ الْبَغْيُ لَاتُبَقِي وَلَا تَذَرُ
لَهُمْ مَوَاقِعٌ بِاسْ يَعْرِفُوْنَ بِهَا .. إِنَّ زَمْجَرَتْ نَارُهُمْ لَمْ يُعُرُّهُمْ خَوْرَ
يَفِدُوْنَ أَوْطَانِهِمْ بِالْرُّوْحِ فَجَرَهَا .. مَوْتَا عَلَيَّ غَاصِبٌ أَوْ ثَلّةً غَدَرُوْا
وُجُوْهِهِمْ كُسِرَاجِ الْأَفْقِ سَاطِعَةٌ .. فِيْهَا الْفَخَارِ لِمَنْ فِيْ امَّتِيْ فَخَرُّوا
أَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ الْمُخْتَارُ عِلْمُهُمْ .. بِاسْ الْإِرَادَةِ إِنْ حُفَّتْ بِهَا الْغِيَرُ؟
رَأَيْتَهُمْ فِيْ (أَرِيْحَا) ثُمَّ غَزَتْهُمْ .. يَأْبَوْنَ أَنْ يَقْهَرُوْا وَالْحَقُّ مُّنْتَصِرٌ
وَفِيْ (ثَرِيٌّ الْقُدُسِ ) أَشْبَالِ مُعَوَّدَةٍ .. أَلَا يُخَلِّ بِهَا نُصِرَ وَلَا ظُفْرٌ
كَانَ صَخْرٍ الْثَّرَيَّ أَمْسِيَ يُنَاصِرُهُمْ .. إِذْ أَنَّهُمْ لِلفُديّ أَرْوَاحُهُمْ نَذَرَوَا
مُنَاضِلُوْنَ لَهُمْ فِيْ الْحَرْبِ تَجْرِبَةٍ .. تَعَنُوْا لَهَا الْبَيْضَ وَالَصَارُوخٍ يَنْتَحِرُ
مُدَرَّبُونَ عَلَيْ عِلْمٍ وَتَبْصِرَةً .. تَسْتَلْهِمُ الْبَاسَ مِنْ شَيْخٍ لَهُ بَصَرُ
يَحْتَالُ لِلْضَّرْبَةِ الْكُبْرَيَ يُّصَوِّبُهَا ..( شُوَاظٌ نَارٍ)عَلَيَّ الْأَعْدَاءِ يَسْتَعِرُ
تُحَرَّفَا لْقِتَالِ أَوْ مُهَاجَمَةِ .. يَبْغِيَ اقْتِنَاصِ عُدَاةَ بِالْهَدْيِ كَفَرُوَا
هَبَّتْ أَعَاصِيْرِهَا حَرْبٍ مُزَمْجِرَةٌ .. تَؤُزُّ بِالْثَّأْرِ لَمْ يَخْمَدِ لَهُ شَرَرٌ
(كَتَائِبَ الْقُدُسِ) مِنْ حَيْفَا لِنَّاصِرَةِ .. (لطُوَلْكْرّمْ)هُمْ الْأَحْفَادُ تَنْتَصِرُ
كَمْ دَمَّرُوُا مِنْ عَدُوٍّ بِاسْ قُوَّتِهِ .. وَطَائِرَاتٌ لَهُ أَوَدِيْ بِهَا الْحَجَّ
أَمَّا غَدا عُمَرَ الْمُخْتَارِ قُدْوَتِهِمْ .. وْثَائِرْ الْعُرْبِ لَمْ يَحْلُلْ بِهِ خَوَرٌ؟
أَلَمْ يَكُنْ قَاوِمْ الْطِّلْيَانُ فِيْ ثِقَةٍ .. عِشْرِيْنَ عَاما زَهَتْ فِيْ جِيْدِهَا الْدُّرَرُ؟
كَمْ قَدَمٍ الْبَطَلُ الْمُخْتَارِ مُعْجِزَةً .. ظَلَّتْ بِهَا حِقَبُ الْتَّارِيْخِ تَزْدَهِرُ؟
كَمْ ايِّدْ الْلَّهِ عَزْمِ الْبَاسِلِيْنَ بِهَا .. ضِدَّ الْغُزَاةِ وَأَبْطَالِ الْفِدْيَ نَصَرُوْا
أَقُوْلُ يَا أُمَّةَ مُخْتَارُهَا فَطِنِ .. قَادَ الْجَحَافِلُ فِيْ الِادْغَالَ تُغْتَمَرْ
يَا شَيْخَنَا يَا أَبَا الْثُّوَّارِ فِيْ وَطَنٍ .. فِيْهِ الْنُّبُوَّاتِ مِنْهَا لِلْهَدْيِ أَثَرِ
أَلَمْ تَكُنْ قَائِدَا لِلثَّائِرِينَ عَلَيَّ .. عَسَفَ الْطُّغَاةِ وَمِنْهُمْ لِلْعِدَا نَذَرَ؟
يَالَيْتَنَا الْسَّاكِنِ الاجَامِ وَشُحِّهَا .. دَوْحَ عَلَيْ جَبَلٍ الْخَضْرَاءَ يَنْتَثِرُ
عيسى الوكواك.
بِلِدَى الْحَبِيْبَة كَم قَهْرَت عِدَاك .. بِنِضَال مِن وُهِبُوا الْحَيَاة فِدَاك
كَتَبُوْا سَجِّل فَخَارُهُم بِدِمَائِهِم .. صَفَحَات نُوْر فِى ظَلَام ثَرَاك..
كَانُوْا الْمَشَاعِل فِى دُجَى ظُلْمَائِهَا .. رَسَمُوا الْطَّرِيْق بِهَا إِلَى عَلْيَاك .
لَم يَرْكَبُوْا مَتْن الْقَضَاء بِمُحَرِّك .. بَل فَوْق خَيْل دَائِبَات حُرَّاك ..
وَعَتَادِهِم مَا يَمْلِكُوْن مِن الْعِدَا .. وَسِلَاحِهِم إِيْمَانِهِم بِهُدَاك .
حَمَلُوْا لِوَاء الْرُّوْح فَوْق أَكُفِّهِم .. وَتَوَثَّبُوَا يَحْمُوْن قُدْس حِمَاك..
عِشْرُوْن عَاما فِى غِمَار مَعَارِك .. قَد خَاضَهَا الْثُّوَّار تَحْت لِوَاك..
لم يعرفوا لقوى العدا استسلا منهم.. غير الفداء ولاعزيز سواك..
اعرفت ياليبيا جليل كفاحهم.. ضد البُغاة على كريم ربُاك؟
كم لقنوا الطليان درساً قاسياً.. وتعقبوا افلالهم بِهلاكِ
نصبوا كمائن فتكهم بعدوعهم.. وتصيدو اجناده بشِباكِ
هجموا عليهم في معاقِل بغيهم.. بالسحق بالتدمير بالهلاكِ
لم يهبوا بطش العدو وغدره.. مهما رقى بسلاحهِ السفاكِ
حبطت مكائد كل غازٍ غادرٌ.. كانت لهُ شَرَكَ الرَّدى الفتَّاكِ
أرأيتِ ياليبيا بَنيكِ ضراغماً.. يتواثبون على جنود عِداكِ
من فوق الجبل الأشم مناِكبََََاً.. رفعوا الََمََناَرالى سََمَاءِ عُلاكِ
الفارس المختارُ قاد كِفاحهُم.. وأعد َّللطاغين أُسْدَ شَرَاكِ
كانوا الرجال حقيقتةٌ..وحقيقةٌ.. بنضالهم توجوا ذِكراكِ؟
ذكراكِ في الدٌنيا سحل معارك.. رفعت لواك في عريز سماكِ
كم من بنيك مناضلٍ حُر الفِدى.. راع العِدا بنضاله لباكِ
يمته حباً تفجرَ من دمٍ.. خاض المعارك في طلال رضاكِ
ماضنَّ يوماً أن يبيعك عُمرهُ.. ويراكِ حيثُ ُذُرَى النجوم ذُراكِ
اليوم انتِ تُكرمين كفاحهم.. بأعزّ تذكار حبته يداكِ
ان شِئت تكريمَ البواسل مِنهمُو.. فهناك من يدعى.. أبا الوكواكِ
شيدي على نُصبِ الوَلاَءِ لذكرِهِ.. تمثال ذِكرى..من ضياءِ سناكِ
لم يبق من عمر المجاهد بُرهةٌ.. فعلام في شَرَكِ العِدا ينساكِ
كتب الخلود لنفسهِ ولشعبهِ.. بدماء تضحيةٍ ..تحطُّ فداكِ
هو كالشهيدِ ابى الكفاِحِِ وروحهِ.. عمر الفتى المختارِ نبض هواكِ
هو متقن لغة العدو طلاقةً.. متمرسٌ في صيدهم بِشِراكِ
قد اتقن الأيقاع لأستدراجِهِِِمْ.. في فخ ايقاعٍ لهُمْ بهلاكِ
قد جرَّهُم ببراعةٍ مُحرِّفٌا..في حيلةٍ محبُوكةِ الأشُرَاكِ
أغراهُم بتحيُّزٍ لصُفُوفِهمْ.. فَلَهُ اطمأنَّوا.. خاب ظنَّ عِداكِ
حَسِبوهُ قد نسى الولاء لأُمهِ.. ولأرضهِ.. وأبيهِ عند لِقَاكِ
فمشوا وراء مسيرةٍ قد حطها.. فأذا بِهم يقعون مِن اسْرَاكِ
وقَعُوا بمصيدة المسير لحتفِهِمْ.. لم ينجُ مِنهُمُ وَاحِدٌ بِثَرَاكِ
واحاطهم الشهيد عُمرُ بِجُندِهِ.. بذكاءِ عِيسى ليثُكِ الوكواكِ
من اجلِ ذلك نال اجْرَ مجاهدٍ.. حمل اللواء الى ذُرَى الأفلاكِ
انتهت القصيدة