بسم الله الرحمن الرحيم


يُعرف الخُلق, بأنه: (صفة مستقرة في النفس, فطرية أو مكتسبة, ذات آثار في السلوك, محمودة أو مذمومة).
وقد أودع الله سبحانه وتعالى في مدارك العقول وفي مشاعر الوجدان الفطرية,
ما تُدرك به فضائل الأخلاق ورذائلها,وهذا ما يسمى بـ: (الحس الأخلاقي) أو
(الضمير).
وهو ما يجعل الناس يشعرون بقبح العمل القبيح وينفرون منه, ويشعرون بحسن
العمل الحسن, ويرتاحون إليه, وبذلك يمدحون فاعل الخير, ويذمون فاعل الشر.
وقد أرشدت النصوص الإسلامية إلى وجود هذا الحس الأخلاقي في الضمائر
الإنسانية, وأحالت المسلم إلى استفتاء قلبه في حكم السلوك الذي تميل نفسه
إلى ممارسته...
فقال Y : " بل الإنسان على نفسه بصيرة _ ولو ألقى معاذيره".
وقال r : " البر حسن الخلق, والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس".
كما ورد عن الرسول r قوله: " استفت قلبك, البر ما أطمأنت إليه النفس,
واطمأن إليه القلب, والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر, وان أفتاك
الناس وأفتوك".
إن الغاية من التزام السلوك الأخلاقي تمكن في:
أولا/ مرضاة الله تعالى.
ثانيا/ تحقيق أقساط من السعادة.
وأقصى أنواع السعادة هي ما تأتي عن طريق لذات الروح!
ولذات الروح تكمن في عدة أمور, وأعلاها وأمتعها طاعة الله تعالى.
وهنا سآخذ فقط نوع واحد من اللذات الروحية وهي:
(الاستخدام الأمثل للانترنت)
فلاشك بان مستخدم الانترنت, يجد سعادة ومتعة, فهو – الانترنت - سهل أمور
كثيرة كانت تقف حجر عثرة في سرعة التطور والتقدم المنشود, فقد أصبح بإمكانك
بواسطة هذه الشبكة, (التعلم عن بعد, نقل الملفات, استخدام البرامج
المختلفة, المحادثة, المشاركة مع الآخرين والتباحث والاستفادة منهم, وأيضا
الترفيه.....).
وقد جاءت المنتديات, لتوفر المكان المناسب الذي من خلاله يستطيع الإنسان
طرح ما يجول بخاطرة, على الملأ ومناقشتهم في جو ودي وأخوي... أو يرفه عن
نفسه, ترفيهاً بريئاً...
لا نستطيع أن ننكر أو نلغي الدور المهم للمنتديات في خدمة الفرد والمجتمع, بسبب بعض التصرفات الخارجة عن (الحس الأخلاقي)!!
فعندما يشعر الفرد أن لديه موهبة في مجال ما, مثلا: (شعر, كتابة, تأليف,
تصميم), ويريد أن يستشرف (يطلع على) آراء الناس, ويصل إليهم بطريقة سهلة
وميسرة...
ففي المنتدى يجد غايته, ومن خلاله يستطيع أن يطرح ما يشاء, وباسمه (الصريح), مادام ملتزماً بـ (الحس الأخلاقي).
أما إن كان يخشى ردود الأفعال المناهضة لوجهة نظرة, او الغير مؤيدة له!!!
أو أنه يود طرح قضية معينة (حساسة) للبحث والنقاش الجاد والهادف, دون أن يكون للاعتبارات الشخصية دور في النقاش!
(إذا ما علمنا أن البعض ما يزال ينظر للكتابة والطرح, بمعيار: من الكاتب؟! وليس معيار ماذا كتب!!)
فإن اللجوء إلى الطريق الدائري (الاسم المستعار), حل ومنفذ, للخروج من الانتقادات الغير الموضوعية!
ولا ضير في ذلك, إذا التزمت الثوابت, المشار إليها أعلاه.
يجب أن نعيّ أن المسلم, في حياته يختلف عمن سواه!
فالمسلم قبل الإقدام على أي عمل يعرف انه مراقب من جهتين!
الأولى: الرقابة الخارجية, الصادرة من رقابة المجتمع المحيط به.
الثانية: الرقابة الداخلية. النابعة من الخوف من الله, والعلم الأكيد واليقين بأنه Y
(يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور).
وإذا علمنا وتأكدنا بان الإنسان (المسلم) لا يكتب إلا منطلقا من هذه الرقابة المذكورة,
وجب علينا أن نحترم قراره واختياره في الطرح عبر (اسم مستعار),
وكان لزاماً علينا أن نناقش ما يطرح بغض النظر عمن يكون!!
أما إن كان خارجاً عن هذا الإطار... فكما قال العمدة في كرسي الاعتراف
( فلينتف نتفاً نتفا )!!!
عن نفسي, عندما اقرأ أو أرد على أي عضو / هـ, لا يهمني بل لا يعنيني أن اعرف من هو!
بقدر حرصي على الاستيعاب والفهم.....لأستفيد مما كتب؛ وأضيف إلى رصيدي معلومات جديدة؛ أو ارسخ معلومات كانت لدي سابقاً!!
ماذا عنك أنت, هل يهمك معرفة جوانب شخصية في الكاتب؟ أم تنظر فقط إلى المحتوى؟!


طبتم وطابت أيامكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته