بسم الله الرحمن الرحيم


عندما يسدِلُ الظلام استاره ويأتي الليل بظلامه تُغلق الأبواب ولايعلم ماخلفها الا الله تعالى


هنا ..


ينقسم الناس الى قسمين


القسم الأول


أناسٌ الليل لهم دواءوشفاء


ذابوا شوقآ لحلول الظلام


ينتظرون ذلك الموعد الذي يجمعهم بحبيبهم


موعدٌ خلف الابواب المغلقة


عندما يحين نزول الله تعالى الى السماء الدنيا وهم مابين ساجدٍ وقائم


ذرفوا الدموع ورفعوا أكف الضراعة


ابتهلوا وتوسلوا انطرحوا بين يدي الله راجين رحمته معترفين بالذنوب مُقرين بها


يرجون العفو والمغفرة


رفعوا أمانيهم باحوا بأسرارهم سألوا حوائجهم ارسلوا دعواتهم


مدادها دموعهم الصادقة أستغفروا من عظيم الذنب والمعصية أعلنوا التوبة صدقوا ماعاهدوا الله عليه


لايسمع أنينهم الا الرحمن ولايستجيب دعواتهم الا المنان لايرحم افتقارهم وذلهم الا الرحيم جل في علاه


ووالله انها لعزة وليست مذلة لأن الذليل بين يدي الله عزيز والمفتقر لله غني كيف لا وهو ارحم من رحم وأكرم من اعطى


يناديهم وهم ملبون للنداء هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فأعطيه هل من داعٍ فأجيبه؟؟


مااجمل لقاء الحبيب والوقوف بين يديه والخلوة معه


مااجمل دموع التوبة والانابه والرجوع


واعظم ذلك الموقف حيث لايراك احد خلف ابوابك المغلقة ولايسمعك الا من رجوت لقائه



وشتان والذي نفسي بيده بين هولاء وبين القسم الثاني ..


هم أُناسٌ جعل الله اهون الناظرين اليهم


خلوا بمحارم الله فأنتهكوها مسلسلات ساقطه .. أغاني هابطه .. مجلات وصور خليعة .. مواقع إباحية ..قنواتٌ فاسدة



شهوات وملذات زائلة والعياذ بالله


تغنوا بالحب وجعلوا ليلهم معاصي وذنوب


كلمات
بغيضة وأمانيِ باطله زيف وخداع مكر ومهانة ووالله انهم بائوا بسخط الله
وغضبه اما يستحيون من نظر الله اليهم وهم على تلك الاحوال ؟


اما يستحظرون عظمة من يعصون ؟؟


اغلقوا الابواب يظنون الا يراهم احد وهم في غفلة من نظر من لاتخفى عليه خافية


كم من روح قبضها الله وهي على هذه المنكرات والشهوات !!


وكم من روح قبضها الله وهي ساجدة !!


(هل يستويان مثلآ الحمدلله بل أكثرهم لايعلمون) ..الزمر


اين هولاء من غضب الجبار لماذا تجرؤا على عصيانه


كم من فتاة اليوم تعضُ ايديها ندمآ عندما اغلقت مسامعها عن آ يات الله واستمعت لأصحاب السوء الذي يجرونها للذل والعار


حتى ضاع حياؤها وعفتها !!


وكم من فتاة جعلت القرآن هدى تقتدي به فهي حافظة لدينها وحيائها وطهرها وعفافها


هل تستويان ؟؟



كم
من شاب اضاع عمره في المسكرات والمنكرات واضاع الصلاة واتبع الشهوات واصبح
لايحِق الحق ولايُبطل الباطل فهو اعمى عن الهداية ومبصرٌ لطريق الغواية !!


وكم من شاب تعلق قلبه بالمساجد وحب الله لاتفوته فريضة ويجاهد في الله حق جهاده في الدعوة فهو نور على نور!!


هل يستويان ؟؟



ولاننسى دور الاباء والامهات فهم المسؤلون امام الله عن رعيتهم !!


هل حافظوا عليهم ؟؟ هل غرسوا بداخلهم مبادئ الدين والحفاظ عليه ؟؟


هل كانوا مراقبين لهم في افعالهم ؟


ام انهم تركوهم على أهوائهم يفعلون مايريدون دون حساب ومراقبة ؟؟



الامر عظيم والحال اصبح لايعلمه الا الله فلنتدارك مابقي من اعمارنا فالموت حق واذا جاء الاجل لايستأخرون ساعة او يستقدمون ..



طوبى طوبى طوبى لمن كان من القسم الاول


وحسرة ثم حسرة ثم حسرة لمن كان من الفسم الثاني الا ان يتدارك الحال ويعود الى الله ..



فلا نغلق ابوابنا الا على رضوان الله ورجاء رحمته فاليوم عمل دون حساب وغدآ حساب بلا عمل والله المستعان ..